من هو يهوذا الروح الثالثة عشر في إنجيل يهوذا؟

تم اكتشاف وثيقة تاريخية بالغة الأهمية وهي “إنجيل يهوذا”، الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي، ويبين بوضوح أن المصلوب لم يكن عيسى، بل شخص شُبِّه به يُدعى “يهوذا”، الذي يُشار إليه أيضًا باسم “الروح الثالث عشر”. كما يُذكر في النص أنه سيأتي ليحكم العالم في زمن آخر، مما يشير إلى كونه شخصية مستقبلية ذات شأن عظيم. هذه شهادة مهمة ندعو كل مسيحي منصف، بل كل إنسان باحث عن الحقيقة، إلى النظر فيها بعين الموضوعية، خاصة أنها وثيقة تاريخية وليست مجرد نص ديني. وقد تم فك رموزها بعدما أوضح الإمام أحمد الحسن اليماني (ع) حقيقة قصة الشبيه المصلوب وهويته.

قصة الاكتشاف

تم العثور على مخطوطة باللغة القبطية لهذا الإنجيل في صحراء بني مزار بمصر عام 1972، حين اكتشفها بعض الفلاحين داخل أحد الكهوف. ثم قاموا ببيعها لتجار آثار، فتم تهريبها خارج البلاد. لاحقًا، عُرف أن هذه الوثيقة تنتمي إلى مجموعة مخطوطات نجع حمادي. كانت المخطوطة مكتوبة على ورق البردي بأسلوب الكشكول (Codex)، مما يدل على أنها تعود إلى القرن الثاني الميلادي.

بعد بيعها لعدة تجار، انتهى بها المطاف محفوظة في خزينة أحد البنوك لفترة طويلة، مما أدى إلى تآكلها وتدهور حالتها. في النهاية، وصلت الوثيقة إلى أيدي الباحثين، الذين بذلوا جهودًا كبيرة لترميمها وتجميع أجزائها، ليكتشفوا أنها بالفعل “إنجيل يهوذا”.

الترجمة والنشر

تم ترميم هذا الإنجيل منذ أكثر من 15 عامًا، وترجم من اللغة القبطية إلى الإنجليزية أواخر عام 2005. وفي 6 أبريل 2006، تم الإعلان عن الترجمة رسميًا، وأصبح الإنجيل متاحًا في الأسواق.

أثار هذا الإنجيل ضجة إعلامية كبيرة، حيث يتحدث عن شخصية تُدعى “يهوذا”، وهو اسم يُترجم حرفيًا إلى “أحمد”. ويشير النص إلى أن يهوذا كان أقرب المقربين إلى السيد المسيح (ع). إلا أن البعض خلط بينه وبين يهوذا الإسخريوطي، الذي خان المسيح وسلمه لزعماء اليهود، كما ورد في آخر مشهد من الإنجيل نفسه. لكن مقارنة بسيطة بين الشخصيتين تثبت أن يهوذا المصلوب يختلف تمامًا عن يهوذا الإسخريوطي.

هذه مقاطع من انجيل يهوذا :

((يسوع يتكلم عن الذين اعتمدوا وعن خيانة يهوذا: قال يهوذا ليسوع: “انظر، ما الذي سيفعله الذين اعتمدوا باسمك؟ قال يسوع: الحق أقول لك هذه المعمودية باسمي [حوالى تسعة سطور مفقودة] لي. الحق أنا أقول لك يا يهوذا: هؤلاء الذين يقدمون تضحياتهم سكالاس الله [ثلاثة سطور مفقودة]، كل شيء شرير “ولكنك ستفوقهم جميعاً، لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني، ويرتفع قرنك حالاً، ويضرم عقابك الإلهي، ويظهر نجمك ساطعاً…))

((قال يهوذا: “يا سيد، كما استمعت إليهم جميعاً، استمع الآن إلي، لأنني رأيت رؤيا عظيمة”، وعندما سمع يسوع ذلك، ضحك وقال له: “أنت أيها الروح الثالثة عشرة، لماذا تحاول بكل هذا الجهد؟ تكلم إذن وسأحتمل أنا معك”))

((قال يهوذا: “يا سيد، أيمكن أن يكون نسلى تحت سيطرة الحكام؟” أجاب يسوع وقال له: “تعالَ، إنه أنا [سطران مفقودان] لكنك ستحزن كثيراً عندما ترى الملكوت وكل أجياله”، وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: “ما الخير الذى تسلمته أنا لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل؟” أجاب يسوع وقال: “ستكون أنت الثالث عشر، وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى، ولكنك ستأتي لتسود عليهم.))

يهوذا (أحمد) – من هو؟

  1. اسمه أحمد
    يُذكر في إنجيل يهوذا أن المصلوب لم يكن عيسى، بل شخص شُبِّه به وضحى بنفسه بدلاً عنه. النص يشير إلى أن هذا الشخص هو “يهوذا”، والذي يُترجم إلى “أحمد”، مما يربطه بمنقذ آخر الزمان.

  2. التضحية بالإنسان الذي يرتديه
    جاء في إنجيل يهوذا: “ستضحي بالإنسان الذي يرتديني”، مما يعني أن يهوذا هو الشبيه الذي صُلب بدلاً عن عيسى (ع). وهذا يتوافق مع ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:

﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾ (النساء: 157-158).

  1. تسميته بـ “الروح” والمعزي الموعود
    يسوع في إنجيل يهوذا يُشير إلى هذا الشخص بـ”الروح”، مما يذكرنا بالنبوءة عن المعزي الذي يأتي في آخر الزمان ليحكم، كما ورد في إنجيل يوحنا:

“وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.” (يوحنا 15: 26).

  1. معنى “الثالث عشر”
    يُلقب يهوذا في الإنجيل بـ**”الروح الثالث عشر”**، مما قد يُشير إلى أنه المهدي الأول أحمد، أحد أوصياء النبي محمد (ص). ورغم أن البعض قد يفسرها على أنه تلميذ انضم لاحقًا، إلا أن السياق الذي يذكر أنه سيأتي بعد الصلب ليحكم، يجعل المعنى الأول أكثر ترجيحًا.

  2. “سيأتي” – أي أنه سيعود في آخر الزمان
    ذكر الإنجيل أن هذا الشخص “سيأتي ليسود عليهم”، أي أنه سيعود بعد صلبه ليحكم، مما يعني أن زمنه الحقيقي ليس الماضي، بل المستقبل.

من يكون هذا الشخص؟

عند ربط هذه الإشارات مع النبوءات، نجد أنها تشير بوضوح إلى الإمام أحمد الحسن، وصي ورسول الإمام المهدي (ع) ورسول عيسى (ع) ورسول إيليا (ع)، والمعزي الموعود به، وروح الحق المبشر به. كما أنه الشبيه الذي فدى السيد المسيح (ع)، وفق ما ورد في إنجيل يهوذا.

إقرأ ايضاً